‏إظهار الرسائل ذات التسميات 003/ وادي النعناع. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات 003/ وادي النعناع. إظهار كافة الرسائل

الأربعاء، 19 أغسطس 2020

وادي النعــــــــــــــــــناع

 وادي النعناع

في البداية تجدر الإشارة أن أحداث هذه الأقصوصة مستوحاة من الخيال ولا علاقة لها بالواقع وورود أسماء أماكن معينة يبق مجرد صدفة لتوزيع الأحداث ، وادي النعناع هو موقع يوجد قرب مدينة ابن أحمد سبق لي شرف العيش بين أحضانه في منتصف السبعينات وكان لهذه الإقامة أثر كبير في رسم مسار حياتي  باقي المواقع هي نقط متواجدة في نفس المنطقة ، وكل الأحداث والأشخاص هي صور من الخيال لا تمت للتاريخ ولا للجغرافيا بصلة.

استفاق من نومه متأخرا هذا الصباح ، على نهيق الأتان الذي حرمه من الاستمرار في التمتع بحلم جميل ، نور الشمس بدء يتسرب إلى وسط الخيمة دليل على أن الشروق قد مر عليه وقت ليس بالقصير، ارتدى قميصه وانسل من الخيمة متفاديا مصادفة أمه أو أختيه لأنها سواء لاقته أو وصلتها الوشاية من الأختين ستمطره لامحالة بوابل من السباب و الإهانات و الشتم و الغضب  من قبيل ( الصباح الخير و الخمير - سخنات عليك الشمس الخانز - وبالصحة على عيفة الرجالة - الله يعطيك الله يفعل ليك - حتى يجي أباك انشاء الله.الخ ...الخ ....الخ  )

وسط الفناء  حالة الإستنفار لازالت على أشدها وإن كانت الأشغال على وشك الانتهاء ، فالنسوة تستيقظن قبل ظهور الشمس بساعات ، وتتوزع الأدوار بينهن  يبدأن بحلب البقر ، فبينما تقوم الأم الشعيبية  بالاعتناء بالحظيرة  تتكلف العيدية  و الكبيرة بتصفية الحليب ووضعه في القراب ، وخض مابقي منه  في الشكوة المعدة لذلك لاستخراج اللبن و الزبدة  ثم تجهيز الحمار ووضع القراب في الشواري ، استعدادا للتوجه به الى القصبة  وهي مهمة السي حمو الذي بعد الوضوء و الصلاة يأخذ فطوره كالعادة  في خيمته منفردا حيث تقوم الزوجة الشعبية على خدمته و تلقي الأوامر اليومية منه لتوزيع المهام على باقي أفراد الأسرة ، بالطبع مع بدايات الشروق يكون صالح الابن الأصغر قد انتهى من فطوره وأخذ مايحتاجه من تموين وخرج بالقطيع  إلى المرعى خارج نطاق الدوار قرب الوادي.....

يتذكر حمود أن مهمته هذا الصباح تقتضي ذهابه إلى الجنان قصد جني الهندية ، لتباع في اليوم الموالي بسوق الاثنين ، ينسل ثانية من المنفذ الخلفي ، وينادي بصوت خافت على العزيزة والعزيزة هو الاسم المدلل لأتان حمود وهي حمارة  كانت نصيبه مند كانت مهره من وصية جدته من أمه المرحومة الغضفة ،تخرج البهيمة من حوشها وهي تحرك أدنيها وتغمز بعينيها وكأنها تعاتبه على تأخره وتخبره أنها مستيقظة تنتظره مند خرج الحمار رفقة السي حمو، فهي دوما خلال فترة فاكهة الهندية تتلهف لهذا الموعد بشغف لأنها فرصتها في أن تتمتع بأوراقها شجرها وصبارها الشهي وفواكهها اللذيذة

وضع البردعة و الشواري على ظهرها  ثم أمسك بأدنييها وهو يضع اللجام في فمها  ويكلمها بهمس أيقظتني من نوم عميق وهذا لطف منك لولاك لاستغرقت في نعاسي مما كان أو كاد أن يسبب لي صداع  أمي الشعيبية  ومشاكل لا تحصى مع أبي، لكنك كذلك حرمتني من حلاوة حلم لذيذ .

 فقد كان يعيش عرسه وسط الزغاريد و الأفراح محاطا بالمدعوين و المباركين من مختلف الدواوير عرس يوازي عرس عزوز ولد الشيخ في أهاجيزه  ،وخيوله ،وعدد مدعويه، عند حلول موعد دخوله على عروسه جيء به محاطا بوزرائه ، وأمه وخالته وأخواته .

 فتح الباب  ودخل الخيمة ليجد فطيمة عروسته الجميلة في أبهى صورة وأحسن عطرا  اقترب منها فصدته بصوت مزعج ، جعله ينتفض من مكانه ليفيق من نومه على نهيق حمارته.

حمل قصبته و مقص الجني وشرع في قطف الثمار بينما انشغلت الأتان بأكل مالذ وطاب ، تذكر و هو منهمك في عمله يوم باغت خالته وأمه يتحدثان في موضوع زواجه بفطيمة ومما انتهى الى مسمعه قول امه

-        الدراري كبرو تبارك الله

-        شكون فطيمة

-        و حمود

-        ايوا فطيمة موجودة ، تبارك الله هدا رمضان غادي تصوم

-        حتى حمود راه راجل خصنا غير نربطوه قبل ما يخرجو رجليه من الشواري

-        مني بان السلطان في القمر حمود كايجري

-        ثلاث سنوات

-        او أكثر

-        راه فايت العشرين

-        تكون

ظهر عليهما وهو منتش لما سمع ، لعلهما يشركانه الحديث ، غير أنهما ما لبتتا أن استبدلتا ، مجرى الحديث ، وكأنهما يتكلمان عن الزرع و القمح و السوق و القديم و الجديد  ، رغم ذلك فالنشوة استمرت تملأ فؤاده وكل أحاسيسه فهو بدأ يشعر حقا برجولته

تذكر ايضا ذلك اليوم المشئوم الذي استعصى على النسوة فيه استدارة مجرى الحديث  وكن في حلقة مستديرة تجمع الأختين وبناتهن و الجدة الغضفة ، وذلك حين قالت الشعيبية وهي مزهوة بجمال شبابها  آنذاك ،أتدركن يوم تكلم في الشيخ وتنهدت وتابعت ولكن الدنيا قسمة و نصيب ، ولسوء حظها كان حمو على بعد أدرع منها وسمع كل كلامها ،فهاج وماج ،وارتفع صراخه وسار يكيل كل معجمه في السباب والشتم واللعينة تارة على الشيخ و وتارة على الشعيبية وأهل  وأصل الشعيبية ثم يعدد محاسنه ومكاسبه وأملاكه التي لاتفترق كثيرا عن أرصدة الشيخ ، وكادت تنقلب فيه حالة الأسرة  ذلك المساء إلى مأساة لولى تدخل وحكمة المرحومة جدته من أمه، وتوسلات الشعيبة و البنات ، اللاتي عملن على إقناعه بأن الأمر لا يعدو أن يكون مزاح و لغو حديث .

امتلأ الشواري عن آخره ، جلس حمود ليستريح ويأكل بعض الهنديات …. وشرع يتهيء للرجوع فقد حان أوان عودة أبيه من القصبة .

فتح عينيه للمرة المليون بعد الألف ، لتصادف اخيرا بشارات نور الصباح ، فليلته هذه الليلة تختلف عن سابقاتها فقد استعصى عليه النوم وطال أمد الليل حتى حسب أن الصباح لن يأتي و أن النهار قد ولى إلى غير رجعة و أن الدنيا ستبقى ظلام في ظلام مستمر .

مند علم أن أباه كلفه بالذهاب عند خالته بالطويسات و الفرحة و الشوق تملآنه  فهي فرصته لتدقيق النظر في فطيمته نظرة ستختلف كثيرا عن سابقاتها ،  فالخروج للرتع و اللهو و اللعب و الجري معها سيتغير طعمهم عن مامضى  من سنون البراءة  ، سيروي لها حلمه الجميل بتفاصيله مع بعض الإضافات المشوقة طبعا ، سيحكي لها ماحفظه من حكايات حكواتيي حلقات السوق الأسبوعي وخاصة دروس حلقة بوحنكة عن المرأة عن الزوج عن الزواج ، سيقص عليها قصص جحا ، و الغول و النار الحمراء .

نهض متثاقلا رغم اشتياقه للسفر  ، خرج إلى البئر وبعد أن تأكد من رسو الثور  عقد الدلو في الحبل ،   ليلقيه في عمق البئر ثم يسحبه مملوءا بالماء ويفرغه في الصهريج ، بعد جلبه للماء الكافي أخد حماما باردا لينعشه من سخونة الجو والعرق والوسخ العالقين به فهو يريد أن يظهر بمظهر الأنيق امام صهريه قبل فطيمته  ، في خيمته فتح الصندوق وشرع في اختيار احسن ملابسه ....

كالعادة السي حمو خرج باكرا إلى السوق ليبيع بعض منتجاته الفلاحية ويشتري حاجيات الأسبوع ، دخل حمود على أمه في الخيمة الكبرى حيث كانت تنتظره لتشاركه الفطور ، مرتديا الجلباب الصيفي الأبيض يظهر من تحته قميص بنفس لونه و السروال الذهبي و البليغة الصفراء ، نظرت إليه نظرة تأمل وابتسمت ، قائلة في نفسها حقيقة لقد أصبح رجلا ، بعد أن انتهيا من الأكل ، أعطته صرة مال تركها له أبوه ليسلمها إلى زوج خالته ، هذا المال يمثل في جزء منه نصيب النسيب في الربح من عملية بيع خرفان العيد و الباقي دين كان على ذمة السي حمو ثم مدته كذلك بصرة كبيرة تتضمن عطر و عطرية وبعض خصوصيات النساء المهداة من الشعيبية الى أختها وابنة أختها فطيمة  ...

عجيب أمر الأتان اليوم ، لم تكن تمشي هكذا متثاقلة ..ماذا جرى لها....لا تستجيب للضرب ولا للوخز فهي تمشي و كأنها تسير في الوحل أو تجر قدميها وسط أرض رملية  ..

في الطريق قابله رجل قادم من الجهة المقابلة وكعادة الرجال في البادية بادره حمود بالسلام ، فرد عليه ....

-        وعليك السلام آ وليدي الله يصلحك و يرضى عليك

آ وليدي لماذا ياوليدي ، وما هذه الصيغة التي كلمني بها أيراني لازلت طفلا ،  ألم ينتبه للحيتي ولم يلفت نظره شاربي لعله أعمى أو شارد النظر وماذا سيقول عني زوج خالتي ..بودي انه عندما تراني فطيمة بهذه الوجاهة أن أكبر وأعظم في عينيها ، لن أسلم على أحد في الطريق بعد قليل النظر هذا..يجب أن يراني صهري كرجل وليس آوليدي ....

يشعر حمود بأشعة الشمس  الحامية تكاد تلتهمه وهذه الأتان تكاد تقف وهو لايدري هل الطريق التي زادت مسافتها و طالت ام أن شوقه للوصول هو السبب .....وأخيرا بدت معالم ضيعة الطويسات تظهر من بعيد ،و الطويسات هي ضيعة فلاحية كبيرة المساحة متعددة الموارد وهي في ملكية أحد المعمرين ، و السي العربي مكلف بتسييرها وهو يحظ بثقة المعمر في تدبير جميع شؤون الضيعة ، ومسكن السي العربي هو من أحسن مساكن المنطقة فهو مقام بالحجر و الأسمنت على الشكل الأوروبي وهذه ميزة تتميز بها هذه الأسرة وتتباهى بها في المنطقة

وقفت الحمارة عند جدول ماء قريب من مدخل الضيعة لترتوي من ظمأ الطريق، فترجل حمود اتجاه المزرعة وفي هذه الأثناء تنبهت الكلاب لدخول غرباء فملأ نباحها الأجواء واندفعت نحوهما فجأة بهجوم منسق أفقد الزائران توازنهما ورباطة الجأش وهي ضوضاء أدرك  من خلالها أصحاب البيت بدخول الضيفان المنطقة المحظورة فخرجوا مسرعين وكانت فطيمة أسبق المنقذين ، حيث امرت الكلاب بالهدوء وتقدمت  نحوه ومدت يدها باستحياء

-        السلام على السلامة

أخد يدها برفق و ظل ممسكا بها للحظات ، يحاول استظهار بعض ماحفظه طوال ليلة البارحة وفجأة وجد لسانه قد انعقد وأصبح عاجز عن الكلام ، فاسترسلت قائله

-        كيف حال خالتي و خالي حمو وأخوتك

-        كلهم يسلمون عليك...

 

رجعت خطوة إلى الخلف ، وأومأت إليه أنها ستتولى أمر البهيمة

تقدم خطوات إلى الأمام ثم عاد ليخبرها

-        الصرة اللي في الشواري فيها هدايا لك و لخالتي

نظرت في عمق الشواري ، ظهرت الفرحة في عينيها ووجهها وحركاتها لكنها عادت لتتمالك نفسها  وعينيها صوب الأرض لتقول باستحياء

-        مسكينة خالتي ، علاش محنات راسها ، شوكرا ، الله يرحم والديها

بشجاعة غير معهودة فيه اجابها

-        تستاهلي كل خير يا فطيمة

 

على بعد أمتار كان يقف السي العربي و زوجته طامو ، وقبل وصول حمود ...

انحنى الى زوجته قائلا

-        الدراري كبرو ....ويخص تحجبي البنت

قاطعته الخالة

-        الله يهديك الراجل ...باقيين صغار .راه غير ولاد البارح

-        مسكينة صغيريين حتى انتي صغييرة ....قلت ليك بنتك ماتبقاش تدور في جنابنا هاد الأيام

-        اويلي ولد خالتها ....وزوجها انشاء الله

-        كل حاجة في وقتها ...

-        ولكن غير اسمع ......

وصل حمود ليقطع عنهما حبل الحوار

بادرت الخالة إلى احتضان ابن اختها ، وهي تسأل عن حال اختها وزوج اختها السي حمو وأبناء اختها ، بعد ذلك تقدم حمود اتجاه زوج خالته ، ليلقاه هذا الأخير بالعناق و الحفاوة. تطلعت الخالة في ابن اختها وهي معجبة بهندامه ووجاهته وأناقته رغم تعب الرحلة و شمس الصيف الحارقة

-        وتبارك الله على ولد اختي الزين ، شوف اللحية وشوف الشارب وشوف الطولة و التجريدة تبارك الله على اختي ولدات وعرفات ماتولد ....

بعد صعود عتبات الأدرج الثلات المولجة للدار ، وجهت ابن اختها نحو غرفة صغيرة ، قائلة

-        ادخل يا ابن اختي ، هذه غرفتك ، استرح وسآتيك بالماء واللبن ، ريثما نهيء الشاي .....

استفاق من غفوته على صوت خالته ، تدعوه إلى غرفة الضيوف ، حيث السي العربي مشرف على صينية شاي رائحته عطرة من مدخل القاعة ، زاد زوج الخالة من الترحيب بصهره ودعاه للجلوس بجواره ، و جلست الخالة في الجهة الموالية ، في حين لم تحضر بعد فطيمة ،

سلم حمود صرة النقود إلى السي العربي ، الذي وضعها مباشرة في عمق شكارته دون أن يعدها أو يمعن النظر فيها ......

يسمع حمود صوت خطوات فطيمة تقترب من باب الغرفة، يترقب دخولها ،يعتدل في جلسته ،يتهئ لدخولها ،  لكن الخالة تقوم لتتناول منها طبقا يحتوي رغائف بالسمن و العسل ، وتختفي فطيمة ..

ويتردد مشهد عدم ظهور فطيمة ، بل تكتفي بتسليم الأطباق ،وقت الغداء وترديدة بعد العصر و في العشاء ، ويتكرر الموقف في اليوم الموالي ولا أثر لفطيمة لا في المزرعة و لا داخل البيت يكتفي حمود بسماع همسها مع أمها و سماع خطواتها ، حينها أدرك حمود أنها محجوبة عنه ،بأمر من الحاكم العام للأسرة معالي زوج خالته السي العربي ، إلى أن يحين ليلة الزفاف...

وعليه فقد قرر اختزال مدة بقائه المقررة في خمسة أيام إلى يومين فقط ، وأطلع خالته أنه سيعود إلى وادي النعناع في الصباح الباكر مدعيا أنه له أشغال يجب انجازها في وقتها المحدد....

وعند الشروق خرج حمود من الدار متجها نحو الإسطبل متأبطا صرة  تضم حتما هدايا لأمه وأختيه سلمتها له خالته بالأمس قبل نومه ، ليجد خالته وزوجها قد سبقاه لإطعام و تهيئ الأتان ، ثم ظهرت أخيرا فطيمة وهي تخرج العزيزة من الإسطبل

تمد يدها وتسلم عليه بحشمة وعينيها دوما صوب الأرض وتقول

-        سلم على خالتي و خالي حمو و العيدية و الكبيرة و صالح..

امتطى الأتان ، وماكاد يلمسها حتى أسرعت الخطى متجهة إلى الشمال نحو وادي النعناع .......

عجبا لهذه البهيمة لم تكن سريعة الخطى ونحن قادمان ،إنها تعدو عدوا ، كالحصان ،هل تكون هذه ليست العزيزة بل بدلت بغيرها ....نزل من فوقها وصار يتأملها وعينيها ...إنها حقا هي ........

-        يا عزيزتي الأتان..على مهلك ، لمادا العجلة ، لايهمني الآن أن تكوني سريعة الخطى أو بطيئة ، لا أحد ينتظرني ولست في شوق للقاء أحد....

ما إن وصلا مدخل الحطة ونزل ، حتى رأى الأتان تسرع إلى داخل الحوش كأنها تبحث عن شيء ، فتبعها وإذا به يراها تقف في الأقصى وجحش صغير يتمايل بين رجليها محاولا تعلم الوقوف ،  يترنح بين ثدييها وفمها يرضع تارة و تلوي لسانها عل جسده تتشحمه تارة أخرى  .....

-        هذا هو السبب إذن ، عجبا و لكن لمادا لم تقولي ....

وكيف تقول لك ياهذا ، فمتى كانت الحمير تتكلم ......

-  لعلي كنت مشغولا بفطيمتي وهي كانت مشغوله بجحشها..

 

 

وللناس فيما يعشقون مذاهب   .../...

 

 

 

 

 

 

 

و بسرعة البرق تمضي الحياة

نص جميل خطر ببالي أدهلني ، تركت كل ما بيدي لأعيد صياغته وكأني  باليوم بدء  للتو ..... الساعة السادسة مساءً بسرعة بالكاد وصل يوم الاثنين ن...