آلمتْني المواجِعُ
فأنى صَددْتَ لنا مواجعُ
واحدةٌ تُضحك وأخرى تُبكي
وهلْ تُضحك و
تُبكي المواجعُ
فتحتُ نافدتي عليِ
أترصد مصدر
المواجعِ
وجدتها لنا، ومنا
تلك المواجعُ
تسيل دماءنا رخيصةً
أليس فينا
عرقٌ جامعُ؟
سار القتلُ فينا شريعةً
أبِالشرعِ تُنتهك الأعراضُ وتُقمعُ
حروبٌ بيننا ساريةٌ
فلا نخوة العُربِ، و
لا دينٌ جامعُ
وجوعٌ في بطون بعضنا
مستشرييٌ
وذخائرٌ تحت الأرض
عليها يُتربعُ
تضيعُ كالماء في الهواء متبخراً
والباقي عند العدو يُضخُ ويُجمعُ
تبكي الصغارُ و الأرامل و اليتامى
وكدا الثكالى والشيوخُ و الرُضعُ
القاتلُ بقتل أخيه
ضاحكٌ يتباهى
فلا أعينٌ تُبصِر ولا عقلٌ يَسمعُ
لا نأخذُ في بعضنا إلا
ولا ذمة
ولا لِأشهُرِ الحرم لنا موانعُ
يستريح العدوُ، استراحةَ محاربٍ
فهو في صورةٍ حكمٌ، وفي أخرى
مُشجعُ
ونحن في
الصورتين فريسته
لينقضَ علينا في النهاية و يشبعُ
خرج الأعداءُ وما بقو
وبقي فتيلُ الحربِ بيننا مولعُ
أحكم الجاهليةِ نبغي
أم بحربِ داحسَ و الغبراءَ لم نسمعُ
أم نسينا قولَ خير البريةِ لا ترجعوا بعده
كفارا يضربُ بعضكم رقاب بعض ويقطعُ